وكانت المنظومتان قد نشرتا في أواخر سبتمبر / أيلول بعد تعرض المنشآت النفطية السعودية لهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة – وجهت فيهما أصابع الاتهام للإيرانيين وإن كان حلفاؤهم الحوثيون المتمردون في اليمن هم من ادعى المسؤولية عن شن الهجمات التي أطاحت بما يقرب من نصف القدرة الإنتاجية للمملكة. بقي الآن لدى المملكة العربية السعودية منظومتا صواريخ باتريوت موجودتان داخل قاعدة الأمير سلطان الجوية في وسط الصحراء السعودية. وهما ليستا هناك من أجل حماية العائلة الملكية ومواردها الاقتصادية وإنما لحماية ما يقرب من 2500 جندي أمريكي يتواجدون في هذا الموقع العسكري القاصي. وفيما يعتبر مزيداً من الأخبار السيئة للسعوديين، تم للتو سحب سربين من الطائرات المقاتلة من المنطقة، كما يتم حالياً تخفيض الوجود البحري الأمريكي في الخليج الفارسي. فهل نشهد بداية نهاية حلف النفط مقابل الأمن بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والذي ما لبث على مدى خمسة وسبعين عاماً، ولكن بشكل خاص منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، يشكل حجر الزاوية في تعامل الولايات المتحدة مع المنطقة؟ إذا ما أخذنا بالاعتبار عادة ترامب تغيير رأيه من دقيقة إلى أخرى، وخاصة فيما يتعلق باستراتيجيته الخاصة بالشرق الأوسط، لا يمكن للمرء أن يكون على يقين، ولكن في هذه المرحلة، يبدو من المؤكد أن ذلك حاصل.
نضوب النفط يبلغ الاستهلاك الحالي للنفط ما يقارب 3. 5 مليار طن سنوياً وهو ما سيؤدّي إلى نضوب النفط في خلال فترة ليست بالبعيدة ربما يتوقعها العلماء خلال 2050م، ولكن هذا النضوب لن يشمل كافة الدول فالخليج العربي سيستمر في الإنتاج إلى ما بعد سنة 2080م، ولكن النضوب المتوقع سوق يشمل الولايات المتحدة وكندا والنرويج.
5 مليار برميل من النفط و325. 1 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز. وقال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، إن هذه المراجعة قد سلطت الضوء أيضًا على 3 ثلاث حقائق مهمة أخرى، أولها أن هذه الاحتياطيات الضخمة هي أيضاً من بين الأقل تكلفة على مستوى العالم، مدعومة بوفورات الحجم الرائدة في العالم، والثانية أن كثافة انبعاثات الكربون الصادرة عن أعمال إنتاج النفط وما يرتبط بها من أعمال الحرق في الشعلات في أرامكو السعودية تعد من أقل المعدلات على مستوى العالم. وأضاف الفالح: "هذه المصادقة تؤكد المبررات التي تجعل كل برميل تنتجه المملكة وأرامكو هو الأكثر ربحية في العالم، مما يجعلنا نؤمن بأن أرامكو السعودية هي الشركة الأكثر قيمة في العالم، بل والأكثر أهمية".
فيما تتزايد مخاوف دول عديدة من التهاوي المتواصل لأسعار النفط، يرى خبراء أن هناك أطرافا وراء ذلك، ومن بينها السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم. فماهي أهدافها؟ وهل هي اقتصادية بحتة أو أن لديها دوافع سياسية أيضا؟ تواصل أسعار النفط هبوطها لتصل اليوم الاثنين إلى أدنى مستوياتها منذ خمس سنوات، حيث وصل سعر البرميل إلى 62 دولار، وقد ينخفض مجددا، على ما يتوقع مراقبون. هذا التهاوي في الأسعار والذي بدأ منذ ستة أشهر تقريبا أصبحت تداعياته على اقتصاديات الدول المنتجة والمصدرة للنفط تتخذ أبعادا خطيرة. ففي أحدث ردة فعل، حذر محافظ بنك الجزائر، محمد لكصاسي، اليوم الاثنين من تأثير استمرار تدهور أسعار النفط العالمية على قدرة الجزائر المالية على مقاومة الصدمات في ميزان المدفوعات الخارجية. يأتي هذا التحذير في وقت شهدت فيه أسواق الأسهم المالية في السعودية وقطر والإمارات والكويت مزيدا من الهبوط. ووصلت خسائر البورصات الخليجية إلى نحو 150 مليار دولار منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي. سوق المال السعودي أكبر متضرر وقد كانت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أكبر متضرر من تهاوي أسعار النفط، حيث انخفض المؤشر الرئيسي للسوق السعودية 3.